Working in progress
المشروع المقترح الذي من المحتمل تناوله هذا الفصل يتعلق بتصميم سجن حديث. الذي نادرا ما يتم مواجهته من قبل دورات التصميم الاخرى. على الرغم من أن المراحل المنهجية لأي مشروع معماري, سواء كان مستشفى أو مدرسة ... الخ، عادة ما تكون متراتبة ومتشابهة ومتواصلة فيما بينها: ابتدأ من مرحلة جمع المعلومات، الى تحليل الموقع ودراسة الحالات الدراسية، ومن ثم عمل المقترحات التصميمية الاولى وبعد ذلك التطوير التدريجي والمستمر حتى الوصول الى رؤية كاملة ومفصلة للمشروع.
وفي هذا الصدد, مهمتنا الأولى تكمن في عمل تقرير ( in Arabic) ومن ثم القيام بمناقشته مع الزملاء، والذي يتضمن ما يلي :
1 - لمحة تاريخية عن تطور السجون. مع الإشارة الى الأنواع النموذجية الأكثر أهمية
2- - خصائص الموقع (خارج أو داخل المدينة والمبررات)
3- - تحليل مقارن لثلاث حالات دراسية لسجون حديثة قائمة او محتملة ( مخططات عامة؛ واجهات، ومداخل، ونظم المراقبة الداخلية والخارجية (السجناء والزوار والموظفين)
4- المساحة العامة للسجن وفقا لعدد السجناء
5- معايير المساحات المختلفة (نوم، مطعم، قاعة مختبر، مكتبة، ساحات خارجية، قاعة للرياضة داخلية، وعيادات)
6- حالات دراسية لأسلوب الفصل بين السجون المختلطة (نساء ورجال)
7- حالات دراسية حديثة ناجحة سواء في الحد من العنف داخل السجون وفي عملية اعادة تأهيل واصلاح السجناء.
- المعلومات التي لدينا عن السجون عادة ما نحصل عليها عن طريق الافلام أو من خلال الابحار في عالم الانترنت، وحيث تظهر لنا السجون بتكويناتها الصندوقية مغلقة، مع الحد الادنى من التفاصيل والمساحات, وقد يعود السبب الى الاعتقاد بان هذه التكوينات هي الأبسط والأكثر فاعلية من وجهة نظر رقابية وعقابية، سواء منظورة من الخارج او من الداخل. بهذه الطريقة وظيفة السجن لا تكمن فقط في عزل السجناء عن الخارج بل أيضا في عزلهم عن بعضهم البعض، وعن الوظائف الإدارية الأخرى للسجن. وتصبح السجن وكأنه جزيرة في جزيرة اخرى دون أي اتصال بينهما وبين العالم الخارجي. الجزء الأكبر من السجون ذات أشكال صارمة مع القليل من الفتحات الصغيرة التي غالبا ما يتم وضعها في الاجزاء العلوية بالنسبة للزنازين (أو الزنزانات)، ونرى جدران عالية ذات اسطح خشنة تحيط بكل شيء, وتتعالى على طول محيطها ابراج للمراقبة. وفي الداخل هناك ساحات مفتوحة يتحرك فيها السجناء في اوقات محدودة. وبالاضافة الى أبراج المراقبة توجد الكثير من الكاميرات لتسجيل كل شيء على مدار الساعة، وخصوصا الشوارع المحيطة وأيضا في الممرات الداخلية وتقاطعاتها وفي جميع الأماكن التي يسمح للسجناء بالمرور بها او المكوث فيها.
ومع ذلك، فوظيفة السجن لا تكمن في المراقبة والوقاية بل يجب ان تشمل أيضا وخصوصا عملية إعادة تأهيل السجناء من خلال تعليمهم مهنة معينة قد تساعدم على الاندماج بطريقة اسهل مع المجتمع الخارججي عندما تنتهي مدة احتجازهم.
للسجن عادة مدخل وحيد يستخدم لادخال او اخراج السجناء, ويستخدمه أيضا الموظفين والزوار. وهو الوسيلة الوحيدة للتواصل بين العالمين الداخلي والخارجي. وهذا يؤدي إلى مباني داخلية مختلفة، واحد من هذه المباني هو المبنى الذي يشمل غرف نوم السجناء، التي عادة ما تكون غرف نوم فردية او جماعية. وتشمل كل غرفة مرحاض ومغسلة وربما دش للاستحمام. المباني الاخرى التي قد تكون متصلة او منفصلة عن مبنى النوم تشمل ايضا:
- المطعم (خدمة ذاتية) حيث يأكل السجناء وأيضا الموظفين ولكن في أوقات مختلفة
- قاعة كبيرة التي يمكن أن تكون بمثابة مختبر
- مكتبة، مع الاخذ في الاعتبار أهمية هذه المناطق في تحسين حياة السجناء أثناء وبعد مكوثهم في السجن
- ساحة خارجية يتم استخدامها أيضا للقيام بأنشطة بدنية في الهواء الطلق
- صالة رياضية مغلقة
- عيادة طبية وغرفة طوارئ
- عيادة نفسية
- مساحات ادارية ، مكتب للمدير والسكرتير(ة)
- غرفة نوم او اكثر للحراس ، أو للعاملين الدائمين، علما أن معظم الوظائف التي لا تتطلب مهارات تخصصية، مثل التنظيف والإصلاحات الخ يمكن أن تنفذ من قبل السجناء أنفسهم، وبالتالي فإن عدد العمال الغير متخصصين الذين يعملون داخل السجن ضئيل أو معدوم
- من الامهم اعارة الانتباه الى موقع المنطقة الادارية بالنسبة للمناطق التي يرتادها السجناء
- أهمية موقع السجن بالنسبة للمناطق السكنية، الذي لاسباب امنية قد يكون منفصل وبعيد عنها، أو على اتصال وتداخل معها, لاسباب قد تعود الى تعويد تدريجي للسجناء للاندماج مع المجتمع سواء خلال او بعد مكوثهم في السجن
فكرة تخيل أجزاء مختلفة من السجن تساعدنا على استكشاف المناطق المختلفة والعيش فيها افتراضيا قبل الشروع في تصميمها
قلنا ان شكل المشروع يتميز عادة بالانغلاق باتجاه والخارج وايضا باتجاه الداخل، وهنا من المهم معرفة سواء انطباع الاشخاص عندما يرون المشروع من الخارج- وهنا قد يكون نفس الانطباع عندما نرى شيئا ينبغي تجنبه- أو انطباع السجناء من الداخل - وهنا قد يمثل الأمل الذي عادة ما يقلل التوتر والكابة في السجن. لأن السجن اولا واخيرا يجب أن يكون المكان الذي يتواجد فيه الاشخاص قصرا لانهم ارتكبوا أخطاء خلال حياتهم (الاولى)، وحيث يجب أن نحاول منحهم فرصة ثانية للتغيير نحو حياة أفضل.
وهذين الانطباعين الداخلية والخارجية ينبغي الحصول عليهما من خلال تكوينات هندسية معينة من لكي تتوافق مع متطلبات المذكورة: الأمل للسجناء والمثال الذي ينبغي تجنبه. ومع ذلك من المؤكد أن الأشكال المتماثلة التي تمثل التوازن والسكون ... الخ، لا يمكن أن تعكس الطابع الخارجي للسجن، ولكن بدلا من ذلك يجب أن تعكس توتر ومرحلة استكمال. ويجب ألا يتم هذا من خلال انماط هندسية سطحية ولكن من خلال انماط للاحجام ككل. مع الاخذ في الاعتبار دوما الوظيفة الامنية والوقائية للسجن, أي نعم اعطاء اهمية للتكوينات الهندسية ولكن في نفس الوقت تجنب تكوينات يمكن ان تساعد او تسهل عملية فرار السجناء. وفي هذا الصدد من المؤكد أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد في هذه المهمة باستخدام رقاقة أو أساور إلكترونية التي يمكنها تحديد بدقة والإبلاغ عن مكان وجود السجين في الوقت الفعلي ؟
- فيما يتعلق بنوافذ الغرف يجب أن تكون صغيرة وعالية بالنسبة لمستوى البلاط , والتي تخدم للتهوية الضوء الطبيعي.
- من المهم معرفة الأنواع المختلفة من السجون والقواعد المعتمدة على المستوى الدولي بالنسبة للمساحات والارتفاعات وعدد الطوابق الخ
- الوقت الذي تستغرقه الأنشطة المختلفة للسجناء: الأكل والنوم، والعمل، والقراءة
من المهم معرفة نسبة المساحة الكلية (والجزئية للنشاطات المختلفة) للسجن بالنسبة لعدد السجناء
في هذا النوع من المشاريع (مثل المرسة والسجن والمستشفى) نرى أن الوظيفة تهيمن على الشكل. ولكن وبالاخذ في الاعتبار ان وظيفة السجن هي ايضا التخفيف من المعاناة النفسية والجسدية للسجين وإعادة تأهيله للاندماج مع المجتمع بعد حين، فمن المثير للاهتمام معنويا وعمليا الشروع في تجربة أشكال معمارية جديدة ولكن دون التأثير على الوظيفة الرئيسية للسجن: المراقبة والوقاية.
مع العلم أن هدف المراقبة هو الوقاية لردع السجناء عن إيذاء أنفسهم أو الآخرين أو فعل أشياء أخرى غير مسموحة مثل محاولة الهروب.
لدينا نوعين من الانطباعات من الخارج ومن الداخل، وكل منها له دور مختلف عن الاخر, من الخارج وظيفة وعظية , ومن الداخل وظيفة امل ...
إذا اردنا تعريف موجز للسجن، نقول انه مكان الفرصة الثانية من اجل حياة افضل
No comments:
Post a Comment